[b]معلومات عن اشهر العلماء
الطوسي
(597-672هـ / 1201 -1274م)
أبو جعفر محمد بن محمد الحسن نصير الدين الطوسي، عالم رياضي وفلكي وهندسي اشتهر في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي. ولد في خراسان سنة 597هـ / 1202 م، عاش في بغداد حيث اشتهر بين أصدقائه وذويه وعلماء المشرق والمغرب بلقب "علامة".
أخذ نصير الدين علمه عن كمال الدين بن يونس الموصلي مما دفعه إلى الولع بجمع الكتب حتى كان ينفق الكثير من أمواله على شراء الكتب النادرة. كما تعلم اللغات اللاتينية والفارسية والتركية فأكسبه ذلك مقدرة على فهم واستيعاب معارف شتى. كما درس تراث الإغريق وترجم كتبهم وبرز في علوم المثلثات والجبر والفلك والهندسة، حتى أسندت إليه إدارة مرصد مراغة ، وهو مرصد عرف بآلاته الفلكية الدقيقة وأرصاده المنتظمة ومكتبته الضخمة وعلمائه الفلكيين الذين كانوا يتقاطرون عليه من مختلف أنحاء العالم طلبا للعلم.
ولقد احتل الطوسي مكانة عالية ودرجة رفيعة عند خلفاء العباسيين لنباهته وحدة ذكائه، ولهذا فإن أحد وزراء البلاط أضمر له الغدر حسدا وأرسل إلى حاكم قهستان يتهمه زورا وبهتانا ، مما دفع به إلى السجن في إحدى القلاع، وكان من نتيجة سجنه أن أنجز في خلال اعتقاله معظم مصنفاته في الفلك والرياضيات، وهي التي كانت سبب ذيوع صيته وشهرته وبروز اسمه بين عباقرة الإسلام في جميع الأنحاء. وعندما استولى هولاكو المغولي على السلطة في بغداد أخرج الطوسي من السجن وقربه إليه وجعله أميرا على أوقاف المماليك التي استولى عليها ، فاستغل الطوسي الأموال التي كسبها في بناء مكتبة ضخمة حوت أكثر من أربعمائة ألف مجلد من نوادر الكتب.
ولقد أبدع الطوسي في علم الرياضيات بجميع فروعه، وكان له فضل وأثر كبيران في تعريف الأعداد الصم، كما يعود إليه الفضل في فصل حساب المثلثات عن علم الفلك. وهو أول من طور نظريات جيب الزاوية إلى ما هي عليه الآن مستعملا المثلث المستوي. كما كان أول من قدم المتطابقات المثلثية للمثلث الكروي قائم الزاوية. كما وضع قاعدته التي أسماها " قاعدة الأشكال المتتامة " فهي تخالف نظرية بطليموس في الأشكال الر باعية، وهي في الحقيقة صورة مبسطة لقانون الجيوب الذي يقضي بأن جيوب الزوايا تتناسب مع الأضلاع المقابلة لها.
وفي الهندسة أظهر الطوسي ذكاء منقطع النظير،حيث بنى برهانه على افتراضات عبقرية. ثم إن الطوسي برهن أيضا أن نقطة تماس الدائرة الصغرى على قطر الدائرة الكبرى، وهي النظرية التي كانت أساس تعميم جهاز الأسطرلاب المستعمل في علم الفلك. وقد اهتم الطوسي كذلك بالهندسة الفوقية أو اللا إقليدية (الهندسة الهندلولية) التي تثبت على أسس منطقية تناقض هندسة إقليدس والتي كان يعتقد أنها لا تقبل التغير أو الانتقاد، ذلك أن الطوسي أبدع في دراسة العلاقة بين المنطق والرياضيات.
كما نال الطوسي سمعة طيبة مرموقة في علم البصريات، إذ أتى ببرهان مستحدث لتساوي زاويتي السقوط والانعكاس.
ألف الطوسي في علم الحساب وحساب المثلثات والجبر والهيئة والجغرافية والطبيعيات والمنطق، حتى إن عدد كتبه فاق (145) كتابا. معظمها في شروح ونقد كتب اليونان من أهمها: كتاب المأخوذات في الهندسة لأرخميدس ، وكتاب الكرة والأسطوانة لأرخميدس ، وكتاب أرخميدس في تكسير الدائرة وغيرها ، وكتاب الكرة المتحركة لأطوقولوس ، وكتاب الطلوع والغروب لأطولوقوس ، ورسالة تحرير كتاب الأكر لمنالاوس ، وكتاب تحرير إقليدس ، وكتاب المعطيات لإقليدس ، ورسالة في الموضوعة الخامسة (من موضوعات إقليدس).
أما أهم مصنفاته فهي: الرسالة الشافية عن الشك في الخطوط المتوازية ، وكتاب تحرير المناظر (في البصريات)، وكتاب تسطيح الأرض وتربيع الدوائر ، وكتاب قواعد الهندسة ، وكتاب الجبر والمقابلة ، ورسالة في المثلثات الكروية ، وكتاب مساحة الأشكال البسيطة والكروية ، وكتاب تحرير المساكن ، وكتاب الجامع في الحساب ، ومقالة في القطاع الكروي والنسب الواقعة عليه ، ومقالة في قياس الدوائر العظمى .
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """"
الطغنري
( ق 5هـ / ق 11م )
أبو عبد الله محمد بن مالك الطغنري الغرناطي والمعروف بالحاج الغرناطي، وابن حمدون الإشبيلي. عالم من علماء الزراعة وأديب وشاعر. ولم تحدد له كتب تاريخ العلوم أو الموسوعات عام ميلاد أو وفاة، ولكن من المعروف أنه عاش في القرن الخامس الهجري، وأنه درس الطب في إشبيلية عام 494هـ /1105 م.
ينسب الطغنري إلى طغنر وهي قرية شمال غرناطة . وقد وصف العلماء المعاصرون للطغنري عبقريته وفضله وعلمه وصدارته. ويعد مؤرخو العلوم كتاب الطغنري زهرة البستان ونزهة الأذهان من الكتب المهمة في علم الزراعة وأساليبها وعلاقتها بالعوامل البيئية و المناخ . وقد قدم الطغنري هذا الكتاب للأمير طاهر بن تميم بن يوسف بن تاشفين حاكم غرناطة، وقد ذكر فيه آراء كل مَن سبقوه من المؤلفين في الفلاحة، وعرض شرحا للفلاحة الهندية. ولعل أهم ما يميز هذا الكتاب أنه درس دراسة علمية دقيقة أثر العوامل الفلكية على العوامل البيئية ومواعيد العمليات الزراعية، وتحديد مواقيتها.
وقد درس الطغنري في كتابه "زهرة البستان ونزهة الأذهان" فصول السنة الأربعة ووضع لكل منها فصلا ووضع لكل فصل ثلاثة بروج، فقال: إن السنة أربعة أزمنة، خريف وشتاء وربيع وصيف وهي أن تقطع الشمس تسعين درجة من درجات الفلك الكبير، وهي ثلاثة بروج. فأول الربيع وهو الفصل الأول عند الطغنري حلول الشمس برأس الفلك وهو الحمل، وأول الصيف حلول الشمس برأس السرطان، وأول الخريف حلول الشمس برأس الميزان، وأول الشتاء حلول الشمس برأس الجدي. فكان الربيع دمويا هوائيا من حيث الطبع، وحارا رطبا من حيث العوامل البيئية. أما الصيف فهو صفراوي ناري من حيث الطبع، وحار يابس من حيث العوامل البيئية. والخريف سوداوي أرضي من حيث الطبع، وبارد يابس من حيث العوامل البيئية. والشتاء وهو آخر الفصول مائي بلغمي من حيث الطبع، وبارد رطب من حيث العوامل البيئية. واستخدم الطغنري نظرية الطبائع الأربعة فحدد بذلك طباع الفصول، والعوامل الجوية السائدة فيها وعلاقتها بالسنة الزراعية التي تبدأ في رأيه في شهر يناير. وحدد كذلك أنواع المزروعات تبعا لملاءمتها للفصل وظروفه الجوية. وقد تحدث عن الأبراج والكواكب وأثرها على الزراعة عند دخولها أحد أيام السنة من كل عام حتى جعل لكل يوم من هذه الأيام صفات وظواهر تؤثر بشكل أو بآخر على الزراعة. وقد أشاد علماء الغرب بدراسة الطغنري في أثر العوا مل الجوية والبيئية على الزراعة، وبدقته في دراسة تلك العوامل.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """"
الطغرائي
(453-513هـ / 1061 -1119م)
أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الملقب مؤيد الدين الأصبهاني المنشئ المعروف بالطغرائي. وزير وعالم كيميائي وشاعر اشتهر في القرن الخامس الهجري / الثاني عشر الميلادي. ولد في مدينة جي من مقاطعة أصبهان من بلاد فارس، بينما يمتد نسبه إلى أصول عربية فهو من أحفاد أبي الأسود الدؤلي. ولقد لقب بالطغرائي نسبة إلى استخدامه الطغراء في كتابته.
عاش الطغرائي في أصبهان أول حياته حيث تلقى العلوم الأولى في مدارسها، ثم انتقل إلى إربل في مقتبل شبابه حيث عمل أمينًا للسرّ. وكان طموحا للغاية فدخل في بلاط السلاجقة وخدم السلطان ملكشاه بن ألب أرسلان وتولى مدة ملكه ديوان الطغراء، وكان آية في الكتابة والشعر فأصبح ينعت بالأستاذ. ثم تشوقت نفسه إلى الدولة الأيوبية فتنقل في المناصب، وتولى الاستيفاء وترشح للوزارة. وتولى الوزارة في عهد الملك مسعود بن محمد في ولاية الموصل ، ولكن ما لبث أن فقدها بوفاة الملك محمود، إذ سعى السميرمي -وكان يتولى الوزارة في مملكة محمود بن مسعود في أصفهان - مع بعض أعوانه المقربين من الملك محمود أن يحرضوه على إعلان دولة السلاجقة للإقليم الغربي عام 513هـ / 1120 م. فأغاظ هذا الأمر الملك مسعود فسير جيشا تعوزه العدة وصحبه وزيره الطغرائي للقاء جيش الملك محمود بصحبة الوزير السميرمي، فدارت رحى الحرب بينهما في موقع على مقربة من همدان وانتهت المعركة بهزيمة نكراء لجيش الملك مسعود ووقع هو ووزيره الطغرائي في الأسر. فعفا الملك محمود عن أخيه مسعود بينما حكم على الطغرائي بالإعدام عام 515هـ / 1121 م.
عرف الطغرائي كشاعر بالدرجة الأولى وأديب وخطاط، وأن قصيدته التي نظمها في رثاء زوجته التي أحبها وأخلص لها الود وكانت قد توفيت بعد الزواج منه بمدة قصيرة، تعتبر من المراثي الجيدة وأدرجها في هذا الباب كثير من الأدباء المحدثين. كما نظم اللامية في ذم زمانه وتذمره مما كان يكابده وقد لاقت هذه القصيدة شهرة كبيرة وترجمت إلى عدة لغات.
كذلك كان الطغرائي من أشهر من عملوا في ديوان الإنشاء حتى إنه لم يكن في الدولتين السلجوقية والإمامية من يماثله في الإنشاء سوى أمين الملك أبي نصر العتبي.
أما شهرة الطغرائي العلمية فتعود إلى براعته في الكي مياء التي تشير إلى أنه فك رموزها وكشف عن أسرارها. وقد بذل جهودا كثيرة في محاولة تحويل الفلزات الرخيصة من النحاس و الرصاص إلى ذهب و فضة وأفنى في سبيل ذلك جهدا ومالا كبيرين. وقد كتب الطغرائي عن هذه الصنعة وأجاز تحقيقها ولكنه بالغ في حكمة من يتوصل إلى الطريقة الصحيحة، فهو يتطلب ممن يمارس الصنعة أن يجيد الحكمة فكرا وعملا.
يقول الطغرائي في ذكر الصنعة ما نصه: "إن هذا العلم لما كان الغرض فيه الكتمان، وإلجاء الأذهان الصافية إلى الفكر الطويل، استعمل فيه جميع ما سمي عند حكمائهم مواضع مغلطة من استعمال الأسماء المشتركة والمترادفة والمشككة وأخذ فصل الشيء أو عرضه الخاص أو العام مكان الشيء، وحذف الأوساط المحتاج إلى ذكرها، وتبديل المعنى الواحد في الكلام الطويل، وإهمال شرائط التناقض في أكثر المواضيع حتى يحار الذهن في أقاويلهم المتناقضة الظواهر، وهي في الحقيقة غير متناقضة، لأن شرائط التناقض غير مستوفاة فيها، واستعمال القضايا مهملة غير محصورة وكثيرا ما تكون القضية الكلية المحصورة شخصية، فإذا جاء في كلامهم تصبغ أو تحل أو تعقد كل جسد فإنما هو جسد واحد وإذا قالوا إن لم يكن مركبنا من كل شيء لم يكن منه شيء فإنما هو شيء واحد."
ولقد ترك الطغرائي عددا من الكتب تبين نبوغه في مجال الكيمياء من أهمها كتاب جامع الأسرار ، وكتاب تراكيب الأنوار ، وكتاب حقائق الاستشهادات ، وكتاب ذات الفوائد ، وكتاب الرد على ابن سينا في إبطال الكيمياء ، وكتاب مصابيح الحكمة ومفاتيح الرحمة.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الصوفي
(291-376هـ / 903 -986م)
أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سهل الصوفي، أحد أشهر فلكي القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي. ولد بالري بالقرب من طهران عاصمة إيران حاليا.
هاجر الصوفي إلى بغداد ونال تقدير ولاة الأمر فيها، فكان صديقا للملك عضد الدولة أحد ملوك بني بويه، ولقي عنده التقدير الحار. وكان عضد الدولة يفخر بمعلميه مثل أستاذه في النحو أبي علي الفارسي وأستاذه في حل الزيج الشريف ابن الأعلم، وأستاذه في صور الكواكب وأماكنها وسيرها عبد الرحمن الصوفي. وكان الصوفي يمتاز بالنبل والذكاء ودقة رصده للنجوم، وقد نال بذلك شهرة كبيرة، باعتباره واحدا من أعظم علماء الفلك في الإسلام.
وتعود شهرة الصوفي الحقيقية إلى تصحيحه لأرصاد بطليموس فقد أعاد الصوفي رصد النجوم جميعا نجما نجما، وعين أماكنها وأقدارها بدقة فائقة، وقام بإصلاحها بالنسبة إلى مبادرة الاعتدالين. وذكر أن بطليموس وأسلافه راقبوا حركة دائرة البروج فوجدوها درجة كل (100) سنة. أما هو فوجدها درجة كل (66) سنة. وهي الآن درجة كل (71) سنة ونصف سنة. وعلل استخدام منجمي العرب لمنازل القمر باعتمادهم على الشهر القمري، وقال إن كثيرين يحسبون عدد النجوم الثابتة (1025) نجما. والحقيقة أن عدد النجوم الظاهرة أكثر من ذلك، والنجوم الخفية أكثر من أن تحصى ، وعد (1022) نجما ، منها (360) نجما في الصور الشمالية ، و (346) نجما في دائرة البروج ، و (316) في الصور الجنوبية.
ومما امتازت به أرصاد الصوفي أنه لم يذكر لون نجم الشعرى العبوري مع أن بطليموس وإبرخس قالا إن لونها ضارب إلى الحمرة، فكأن احمرارها كان قد زال في أيامه، وصار لونها كما هو الآن.
كان اهتمام الصوفي بعلم الفلك يعود إلى إلمامه العميق بالدين الحنيف لما في النجوم ومداراتها، والشمس وعظمتها، والقمر وسيره، لبراهين ساطعة على عظمة الله عز وجل. ولقد لعبت النجوم دورا كبيرا في حياة العرب منذ أن كانوا رحلا في الصحراء يعتبرون السماء خيمتهم البراقة، ويكثرون التأمل فيها، لتألقها وجمالها. وقد دفع هذا الصوفي إلى صنع كرة سماو ية أوضح فيها أسماء النجوم، واستدرك على العلماء السابقين عددا منها، وضبط كثيرا من مقاديرها ثم جمع أسماءها العربية المعروفة عند البدو. واستعمل فيها الرسوم الملونة كوسيلة للإيضاح.
وقد أودع الصوفي العديد من الصور الملونة للنجوم وشرح أشكالها وبين خصائصها في كتابه الشهير صور الكواكب الثمانية والأربعين . أما مؤلفات الصوفي الأخرى فهي كتاب الأرجوزة في الكواكب الثابتة ، وكتاب التذكرة ، وكتاب مطارح الشعاعات ، وكتاب العمل بالأسطرلاب .
................................................
................................................
الشيباني
(564-635هـ / 1168 -1237م)
محمود بن عمر بن محمد بن إبراهيم بن شجاع الشيباني الحانوي المعروف بابن رُقيقة طبيب فلكي وشاعر . عاش في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي .
الشيباني عالم عربي الأصل ولد في بلدة حيني وهي بلدة في ديار بكر عام 564هـ / 1168 م وقد نشأ بها ودخل في خدمة صاحبها نور الدين أرتق وسافر إلى حماة وسكنها مدة من الزمن وخدم صاحبها الملك المنصور بن تقي الدين عمر وظل يتنقل بين مدن الشام إلى أن استقر بدمشق وخدم صاحبها الملك الأشرف، وفي دمشق عمل بالبيمارستان الكبير النوري وتفوق فيه وظهرت موهبته، ومن المعروف أن الشيباني قد اطلع على أصول كتب الطب العربية بخاصة وتناولها بالدراسة والتمحيص أثناء انتقاله ما بين بلاد الشام ومن أهم تلك الكتب القانون في الطب للعالم ابن سينا ، وكتاب المسائل للعبادي .
وقد اشتهر الشيباني في عصره بنظم الشعر، وكان يؤمن أن الشعر قد يكون وسيلة تعليمية لإيضاح الغامض في الكتب الأصول، ولذلك فقد نظم بعض هذه الكتب ومنها: رجز في كليات قانون ابن سينا وهي قصيدة تناول فيها مبادئ كتاب القانون في الطب لابن سينا، وكذلك نظم كتاب المسائل للعبادي بعنوان : نظم لطف السائل وتحف المسائل وألف أرجوزة خاصة في فصد الدم، وهي إحدى طرق العلاج الشهيرة عند العرب وهي علاج المرض عن طريق تنقية الدم .
ومن أهم كتبه التي تناول فيها بعض الأمراض الخاصة التي اهتم بعلاجها: موضحة الاشتباه في أدوية الباه وقد اهتم في هذا الكتاب بتقسيم الأدوية إلى أدوية طبيعية، و أدوية مفردة ، و أدوية مركبة ، وما يؤخذ منها في علاج الباه محددا لكمياته وأوقاته ، وله مقالة بعنوان: مسائل وأجوبتها في الحميات ، وله كتاب في طبيعة الغذاء وكمياته وعلاقته بالصحة العامة بعنوان: الغرض المطلوب في تدبير المأكول والمشروب .
..........................................
...........................................
السويدي
(600-690 هـ /1203 -1291م)
إبراهيم بن محمد بن علي بن طرخان الدمشقي الأنصاري السويدي، وكنيته أبو إسحاق، ولقبه هو عز الدين. طبيب عالم نبات شاعر أديب. عاش في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي.
السويدي من ولد الصحابي الجليل سعد بن معاذ من قبيلة الأوس ولد بدمشق عام 600هـ / 1203 م، ونشأ بها، وكان أبوه تاجرا من السويداء وهي بلدة بالقرب من الموصل ، وأخذ السويدي الطب عن عبد الرحيم الدخوار الطبيب الجليل بمدرسة الدخوارية، وهي مدرسة لتعليم الطب بالقرب من المسجد الأموي الذي درس فيه السويدي أصول اللغة والفقه في صغره. وقد أتقن السويدي اللغة العربية، وبرع في الأدب والشعر، وله عديد من القصائد التي حفظتها بطون الكتب، وكان سريع البديهة في ارتجال الشعر.
ومن أهم صفات السويدي الكرم وحب العلم، وقد اشتغل بصناعة الطب حتى أتقنها، وحصّل كلياتها وعلم بجزئياتها، واجتمع بأفاضل الأطباء في عصره، وكان يسعى للقاء كبار الأطباء وملازمتهم كي يستفيد من خبراتهم، ويأخذ عنهم. ودرس الكتب المصادر اليونانية لجالينوس وشروحها العربية، ومن أهم الكتب التي تأثر بها كتاب منافع الأعضاء لجالينوس بشرح ابن أبي الصادق. وقد تعود السويدي أن ينسخ الكتب كي يحفظها ويفهمها جيدا، ومن أهم الكتب التي نسخها وتأثر بها كتاب القانون في الطب للعالم ابن سينا ، وقد نسخه ثلاث مرات.
ويروى عن السويدي أنه كان يرتجل قصائد المدح لكل مَن يأتيه بنسخة من كتاب فريد، ولذلك كان التجار يبادرون بإحضار نسخ من الكتب النادرة له
وقد عمل السويدي بالبيمارستان الكبير النوري ، وبيمارستان باب البريد بدمشق، ودرس بالمدرسة الدخوارية، وقد أخذ السويدي علوم النبات عن ابن البيطار ، ودرس كتابه المفردات دراسة جيدة ونسخه أكثر من مرة، وتناوله بالدراسة ورأى أن من الضرورة تداوله بين طلاب العلم، ولذا قام باختصاره في كتاب أسماه مختصر مفردات ابن البيطار الكبيرة ، وقد استفاد من كتاب المفردات أثناء تأليف كتاب له في علم الزراعة ذكر فيه أسماء النبات وأنواعها وسماتها وتمايز بعضها عن بعض مع ذكر لأهم فوائدها الطبية، وذلك في كتاب أسماه: السمات في أسماء النبات .
وكان السويدي من الأطباء ذوي المعرفة بعلم الجواهر واستخداماتها الطبية، ومن أهمها الياقوت و الزمرد ، ومن أهم كتبه في الاستخدام الطبي للجواهر وسماتها كتاب: الباهر في الجواهر ، وكتاب: قلائد المرجان في طب الأبدان ، وكتاب: خواص الأحجار من اليواقيت والمرجان .
ومن أهم كتب السويدي الأخرى في الطب كتابه: التذكرة الهادية في الطب ، وقد جمع فيه خبراته العملية في الطب ومعرفته عن حصيلة الطب في عصره، فكان هذا الكتاب بمثابة المرجع الأساسي في تطور الطب العربي حتى القرن السابع الهجري، وقد عرف هذا الكتاب باسم تذكرة السويدي أو مفردات السويدي، وقد شرح أكثر من مرة. ومن بين شروحه للكتب العربية الأصول شرحه لكتاب القانون في الطب للعالم ابن النفيس ، وكان شرحه بعنوان: شرح موجز القانون .
..............................................
..............................................
السمرقندي
(000 - 619 هـ / 000 - 1222م)
محمد بن علي بن عمر ولقبه نجيب الدين وكنيته أبو حامد طبيب عاش في القرن السابع الهجري الثاني عشر الميلادي .
لم تذكر كتب تاريخه العلوم الكثير عن حياة السمرقندي الكثير، فعام ميلاده غير محدد ومن المعروف أنه قد عاصر فخر الدين الرازي وأنه كان صاحب علم ومعرفة وأنه قتل في هراة عندما احتلها التتار عام 619هـ / 1222 م .
ومن أهم الموضوعات التي اهتم بها السمرقندي كانت أغذية المرضى، لأنه كان من الأطباء الباطنيين الذين يرون أن الغذاء عامل أساسي من عوامل الشفاء والوقاية، ويرى أن الغذاء قد يكون أهم من الدواء نفسه، وذلك في رسالتين له بعنوان: رسالة في أغذية المرضى وهي رسالة مرتبة حسب ما يحتاج إليه في التغذية لكل مرض ، ورسالة : أطعمة المرضى
وقد اهتم كذلك السمرقندي بأنواع الأدوية ومفرداتها فألف كتابا خاصا عن الأدوية المفردة واستعمالاتها وخواصها، ويعد معجما طبيا لذكر الدواء ومنافعه وهو من المعاجم الطبية المتخصصة الأولى، واهتم كذلك بأصول تركيب الأدوية المركبة في كتابه: الأقرباذين ، والكتاب الآخر أصول تركيب الأدوية وهو كتاب في علم الصيدلة يعكس تطور تركيب الأدوية المركبة في الحضارة الإسلامية. ومن أنواع الأدوية التي اهتم بها أيضا الأدوية المسهلة في كتاب بنفس العنوان، ثم الأدوية القلبية في كتاب له بعنوان : قوانين تركيب الأدوية القلبية .
ومن أهم كتب السمرقندي كتاب : الأسباب في الطب وهو كتاب ذكر فيه أسباب الأمراض وعلاماتها ومعالجاتها، ثم كيفية استخلاص الدواء من النبات، ويظهر في هذا الكتاب تأثره بكل من : كتاب: القانون في الطب للعالم المسلم ابن سينا ، وكتاب المعالجات البقراطية لأحمد بن محمد الطبري ، وكتاب كامل الصناعة الطبية وغيرها من الكتب العربية. ويعد المستشرقون هذا الكتاب بمثابة بانوراما للطب العربي في هذا القرن. وله كذلك مقالة في تركيب طبقات العين .
ومن مؤلفاته الأخرى: كتاب في الطب ، و رسالة في مداواة وجع المفاصل ، و الإرشاد في الطب النافع لجميع الأمراض ، و كتاب مترجم عن الباه نقله من اليونانية إلى العربية ، و الأقرباذين على ترتيب العلل .
----------------------------------
---------------------------------
السرخسي
(000 - 286هـ / 000 - 899م)
أحمد بن محمد بن مروان السرخسي، المعروف بابن الفرائقي وابن الطيب عالم الأرض الرياضي الطبيب الفلكي. عاش في القرن الثالث الهجري - التاسع الميلادي.
ولد السرخسي بمدينة سرخس بخراسان، ونشأ بها وتلقى تعليمه الأول، حيث حفظ للقرآن الكريم وتعلم مبادئ الرياضيات، ثم شد رحاله إلى مدينة بغداد ، وسعى لتلقي العلم على يد الكندي العالم الموسوعي الفيلسوف، وصار واحدا من أنبغ تلاميذه، وعد من أهم العلماء الموسوعيين فقد كان شاعرا ومحدثا وطبيبا وفلكيا ورياضيا. وفي الفن كان مؤلفا موسيقيا ذواقة يعرف الموسيقى نظريا وعمليا، وكان من علماء المنطق. وحين ذاع صيته اختير ليكون معلما للمعتضد في شبابه الأول، فقد كان السرخسي متفننا أيضا في علوم القدماء والعرب وآدابهم، كما كان حسن المعرفة جيد القريحة بليغ اللسان، ويعده المؤرخون أوحد زمانه في علمي النحو والشعر.
كان السرخسي حسن العشرة، مليح النادرة، ظريفا، محبا للفكاهة، وحين دخل المعتضد سن الرجولة كان السرخسي من أهم ندمائه وأصدقائه المقربين، وحين ولي المعتضد الخلافة عام 279هـ - 901م ولاه منصب الحسبة في بغداد، فقد كان يثق به ويفضي إليه بأسراره ويستشيره في أمور الحكم. وعلى الرغم من ذلك كانت تغلب على السرخسي طيبة القلب فكان لا يعرف المجاملة مما أدى إلى غضب حاشية المعتضد عليه فدبروا له حيلة جعلت المعتضد يغضب عليه ويأمر بسجنه ومصادرة أمواله. وقد توفي السرخسي عام 286هـ - 899م قتلا بيد أحد أعوان المعتضد دون إذن منه بذلك.
يحكى أن المعتضد خرج على رأس جيش ليسترد مدينة آمد بديار بكر، فاستغل المساجين الذين كانوا بالمطامير في بغداد الفرصة فهربوا ورفض السرخسي أن يهرب معهم، ومع ذلك عندما قبض على المساجين وأمر صاحب الشرطة أن يقتلوا قتل معهم السرخسي
وقد فقدت معظم كتب السرخسي في كافة العلوم، ولم يبق إلا القليل منها، وقد اهتم السرخسي بعلوم الأرض خاصة، فكانت معظم كتبه مؤلفة فيها. ومن أهم الظواهر الطبيعية التي اهتم بها السرخسي المناخ وأثره على السكان والحياة. وكذلك تكلم عن الجبال .
ومن أهم مؤلفات السرخسي في علم الأرض: أحداث الجو . منفعة الجبال . الضباب . المسالك والممالك . برد أيام العجوز .
وفي الرياضيات: الأرثماطيقي في ا لأعداد والجبر والمقابلة.
وفي الفلك: المدخل إلى صناعة النجوم . اختلاف الأزياج .
وفي الطب: المدخل إلى صناعة الطب . البول . الرد على جالينوس في الطعم المر . مقالة في البهق والنمش والكلف . رسالة في الخضابات المسودة للشعر .
وله في علم الموسيقى: الموسيقى الكبير . الموسيقى الصغير . المدخل إلى علم الموسيقى .
----------------------------------
------------------------------
السجزي
(000-415هـ /000 -1024)
أحمد بن محمد بن عبد الجليل السِّجْزي ، رياضي وفلكي عاش في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي.
والسجزي من علماء الرياضة والفلك المشهورين في تاريخ الحضارة الإسلامية. ولم تذكر الموسوعات وكتب تاريخ العلوم عام ميلاده، ولكنها اختلفت في عام وفاته ما بين عامي 415هـ /1204 م، و 416 هـ /1025 م، وقد أجمع معظم مؤرخي العلوم بعد تحقيق المعلومات المتاحة عن حياته على أنه توفي عام 415هـ /1024 م. ولقب السجزي نسبة لبلده سجستان شرقي إيران. وقد عاصره البيروني وتحدث البيروني عنه مبجلا إياه في كتبه.
يعد الباحثون السجزي أول مَن تحدث عن حركة الأرض وذلك عندما أبدع الأسطرلاب الزورقي المبني على أن الأرض متحركة تدور حول محور لها، وكذلك الفلك السبعة السيارة وما تبقى من الفلك ثابت. وقد وصف في إحدى مؤلفاته آلة تعرف بها الأبعاد، وشرح تركيبها وطرق عملها، والكتاب بعنوان مقدمة لصنعة آلة تعرف بها الأبعاد . وللسجزي ما يزيد عن أربعين كتابا ورسالة، ناقش فيها العديد من المسائل العلمية.
درس السجزي بعناية قطوع المخروط وتقاطعها مع الدائرة. وقد اهتم اهتماما خاصا بالهندسة، وبخاصة في شكلها التعليمي، فكانت بعض كتبه تأخذ هيئة إجابات عن أسئلة مطروحة، ومن أهمها: رسالة في جواب مسائل هندسية ، و أجوبة على مسائل هندسية .
ودرس كذلك صفات بعض الأشكال الهندسية في كتبه، ومنها: خواص الأعمدة في المثلث ، رسالة في خواص الدائرة ، رسالة في كيفية تصور الخطين اللذين يقربان ولا يلتقيان ، رسالة في خواص الأعمدة الواقعة في النقطة المعطاة إلى المثلث المتساوي الأضلاع . وكان يحرص على مناقشة الأمور الهندسية والرياضية مع العلماء الآخرين، وقد ناقش كثيرا من آراء إقليدس في كتبه ومن أهمها: رسالة في الشك في الشكل الثالث والعشرين ويقصد به الشكل الثالث والعشرين من المقالة الحادية عشرة من كتاب الأصول لإقليدس. و ثبت براهين بعض الأشكال في كتاب الأصول ، وناقش كذلك أرخميدس في كتابه المأخوذات وذلك في رسالته التي تضمنت جوابا عن المسألة التي سئل فيها عن بعض الأشكال المأخوذة من كتاب المأخواذات.
ومن أهم كتبه الرياضية : رسالة في تحصيل إيقاع النسبة المؤلفة الاثنى ع شر في الشكل القطاع المسطح بدرجة واحدة وكيفية الأصل الذي تتولد منه هذه الدرجة وقد ألفه عام 389هـ /998 م.
------------------------
---------------------------------
الزهراوي
(324-404هـ / 936 -1013م)
أبو القاسم خلف بن العباس الزهراوي، طبيب وجراح أندلسي، اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في مدينة الزهراء وهي تقع على بعد ستة أميال شمالي غرب قرطبة بالأندلس، وإليها نسب. بلغ مرتبة عالية في الطب وفي العلم به، فمارس التشريح، وكان أول من فصل مهنة الطب عن صناعة اليد ، حتى لقب بـ "أبي الجراحة"
عاصر الزهراوي الخليفة عبد الرحمن الثالث الملقب بالناصر أشهر خلفاء الأمويين بالأندلس ومن بعده ابنه الحكم الثاني وكان طبيبهما الخاص. ولقد نال الزهراوي حظوة كبيرة في بلاط الخلفاء، كما نال شهرة كبيرة في علم الجراحة، فكانت له نظريات قيمة وطرق متميزة في علاجه لكثير من الأمراض عن طريق العمليات الجراحية، والتي أضحت علامات مميزة في ممارسة العمليات الجراحية حتى اليوم.
ولم تقتصر إسهاماته العلمية على نظرياته فحسب بل إنه ابتكر عددا كبيرا من آلات الجراحة، بالإضافة إلى العديد من أدوات الكي التي كان يستخدمها لعلاج أورام الكسر أو الخلع، وكذلك علاج حالات وقف النزيف. وهو أول من وصف الاستعداد الخاص في بعض الأجسام للنزيف ويعرف طبيا باسم (هيموفيليا) خاصة الناتج منها عن العامل الوراثي بعد أن لاحظ وقوع عدة حوادث نزيف في عائلة واحدة. ومن أبرز ابتكاراته أيضا أسلوب منع النزف وذلك عن طريق ربط طرفي الوعاء الدموي المقطوع خاصة أثناء العمليات الجراحية واستخدم في ذلك خيوط الحرير المخلوطة بأوتار العود التي كانت تصنع من جدار أمعاء الغنم، وهي الطريقة التي تصنع منها الخيوط الجراحية في الوقت الحاضر. كما استعمل التطهير الجراحي والتعقيم وحض الجراحين عليها سواء باستخدام عصارة الصفراء أو باستخدام الحرارة والمواد الكاوية.
كما كانت له أبحاثه المتميزة في الالتهابات وأوصى باستعمال الماء المالح في غسيل الجروح التي يخشى من تقيحها وتكوينها الصديد. وأوصى بإزالة الخراجات القريبة من المفاصل في بادئ ظهورها. كما أوصى باستئصال جميع الأجزاء المريضة في الالتهابات العظيمة. وهو أول من أصلح عيوب عمليات البتر فأوصى بالقطع في الأنسجة السليمة عن بعد من الأنسجة المريضة وهو ما توصي به الجراحة الحد يثة في عصرنا الحاضر.
وهو أول من وصف طريقة إخراج الأجسام الغريبة من داخل المريء- دوالي المريء- بواسطة إسفنجة متصلة بخارج الفم بخيط متين. وكذلك عملية الشق في إخراج ما يسقط في الأذن وغيرها من العمليات الجراحية التي لا تزال مستعملة إلى اليوم، وكذلك طريقة غسيل الأذن بالحقن، وكذلك علاج الشعرة في العين بالقطع والخياطة. وهو أول من وصف شق القصبة الهوائية بين غضروفين وكان يخيط الغضروف في الجلد. كما كان أول من وصف مرض السرطان وقدم له علاجا ظل يستعمل خلال العصور المتعاقبة حتى عصرنا الحاضر، وكان يقوم بعمليات استئصال سرطان الثدي بشق هلالي. كما كان يعالج فتاق السرة بإدخال الأمعاء إلى البطن بعد فتح الثرب ثم عقده وتخييطه بـأنشوطة . وهو أول من أجرى عمليات إزالة حصى المثانة لدى النساء بالجراحة المهبلية. وهو أول من أوصى برفع الأرجل والحوض قبل الجراحة في النصف الأسفل من الجسم. كما كان أول من حول مجرى البول إلى الشرج في الرجال، وإلى المهبل في النساء.
ظل الزهراوي يمارس مهنة الطب والصيدلية في مدينة الزهراء طوال حياته وعلى الرغم من اهتمامه بعلوم الطب والصيدلية إلا أنه لم ينقطع عن دراسة العلوم الشرعية والعلوم الطبيعية فنبغ فيهما أيضا. لقد ذاعت شهرة الزهراوي في طول البلاد وعرضها، حتى صار العلماء يأتون إليه من كل فج ليتتلمذوا على يديه. وذلك لأنه كان يقوم بالعمليات بنفسه وليس بالاعتماد على أطباء آخرين أو القابلات كما كان سائدا في وقته. ولكنه أشار إلى ضرورة استخدام مساعدات وممرضات من النساء في حالة إجراء عملية جراحية لامرأة، لأن ذلك أدعى إلى الطمأنينة والرقة. وكان له نصائح للجراحين مأثورة.
من وصايا الزهراوي المأثورة: "أوصيكم يا بني عن الوقوع فيما فيه الشبهة عليكم، فإنه قد يقع إليكم في هذه الصناعة ضروب من الناس بضروب من الأسقام، فمنهم من قد ضجر بمرضه وهان عليه الموت لشدة ما يجده من سقمه، ومنهم من قد يبذل ماله ويعينك به رجاء للصحة ومرض قتَّال، فلا ينبغي أن تُباعدوا ألبتة بينكم وبين من هذه صفته، وليكن تحذركم أشد من رغبتكم وحرصكم، ولا تُقدموا على شيء من ذلك إلا بعد علم يقين يصبح عندكم، بما تصير إليه العاقبة المحمودة، واستعملوا في علاج مرضكم تقدمه المعرفة والإنذار إلى ما تئول إليه السلامة، فإن لكم في ذلك عونا على اكتساب الثناء، والمجد والذكر الكريم".
ولقد توفي الزهراوي عام 404هـ / 1013 م، عن عمر يناهز الثمانين، مخلفا وراءه بضعة مصنفات في الطب والصيدلة، إلا أن كتابه التصريف لمن عجز عن التأليف يمثل علامات متميزة في أصول التشريح والجراحة.
النسوي
(000-421هـ / 000 -1030م)
أبو الحسن علي بن أحمد النسوي، عالم رياضي اشتهر في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي. ولد في بلدة نسا بخراسان وترعرع هناك وعرف باسم القاضي النسوي.
درس النسوي العلوم الرياضية وفسر بعض الحقائق الغامضة في أرخميدس وإقليدس ومينالاوس. ولكنه برع في علم الحساب وألف فيه مادة كافية لمختلف طبقات الناس لا تختلف في أي حال من الأحوال عن كتب الحساب الحديثة التي تدرس الآن في التعليم العام. ولقد تجنب النسوي الإيجاز الذي يجعل المادة صعبة على الدارس والإطناب الذي يخلق الملل وينفر الدارس وهذا بالضبط المنهج الحديث المطلوب.
وتعود شهرة النسوي الحقيقية أنه استطاع وبكل جدارة أن يحول الكسور الستينية إلى الكسور العشرية واستعملها في كتابه المقنع في الحساب الهندي الذي ألفه باللغة الفارسية تلبية لرغبة مجد الدولة بن فخر الدولة الذي طلب منه أن يؤلف كتابا يكون موافقا لديوان محاسبته. وقد نال هذا الكتاب شهرة واسعة حتى أن أمير بغداد في ذلك الوقت شرف الدولة طلب من أبي الحسن النسوي ترجمة الكتاب نفسه إلى اللغة العربية لكي يتم الانتفاع به من عامة الشعب.
ترك النسوي عددا قليلا من المؤلفات ولكن كان لها بالغ الأثر في تطوير علم الرياضيات منها رسالة المدخل في المنطق الرياضي ، وكتاب التجريد في أصول الهندسة ، و كتاب المتوسطات .
--------------------------------------------------
المظفر الطوسي
(000 -606هـ /000 -1209)
المظفر بن محمد الطوسي ويلقب بشرف الدين رياضي فلكي عاش في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي .
المظفر الطوسي عالم عربي مسلم لم تذكر الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عام ميلاده ، وقد اختلف في عام وفاته أيضا، ففي رواية قليلة التداول يقال أنه قد توفي عام 610 هـ /1213 م، أما الرواية الشائعة والأكثر دقة فهي أنه قد توفي عام 606 هـ /1209 م. والمظفر الطوسي ولد بمدينة طوس وكان كثير الرحلات ما بين الموصل و دمشق سعيا وراء العلم فقد درس بالمسجد الأموي وتتلمذ على علماء عصره واطلع على كتب السابقين عليه في الرياضة والفلك . فالموسوعات العربية قد مجدت ذكره بأنه كان عالما في علم الرياضة والهندسة بخاصة .
ومن أهم إنجازات المظفر الطوسي أنه أبدع الأسطرلاب المسمى بـ "عصا الطوسي" لأعمال الرصد الفلكي ، وهو على هيئة مسطرة الحساب، والمعروف أن مسقط الأسطرلاب العادي للكرة المسطحة يقع فيه على خط من خطوط سطحه المستوي بنفسه ، فهذه الأداة تمثل إذن خط تقاطع سطح الهاجرة من سطح مسقط أسطرلاب الكرة المسطحة . وتشير النقط المعلمة على العصا إلى الصعودات المستقيمة والمائلة ، وفي الأسطرلاب خيوط مربوطة بالعصا وهي تصلح لقياس الزوايا .
ومن أهم كتب المظفر الطوسي ورسائله في علم الفلك: رسالة عمل العصا التي أملاها ثم أصلحها كمال الدين بن يونس ، ورسالة معرفة الأسطرلاب المسطح والعمل به ، ورسالة الأسطرلاب الخطي .
ويتضح اهتمام المظفر الطوسي بعلم الهندسة المستوية وبالأشكال الهندسية وذلك في رسالته: الخطان اللذان يقتربان ولا يلتقيان ، ومن كتبه الرياضية الأخرى كتابه: كتاب في الجبر والمقابلة .
.................................................. ........................
المسعودي
(000-345هـ / 000 -956م)
أبو الحسين علي بن الحسين بن علي الشافعي المسعودي. مؤرخ وجغرافي ورحالة، اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في بغداد لأسرة عربية أصيلة، حيث يمتد نسبه إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
درس المسعودي في بغداد وبها نشأ وترعرع، واهتمت أسرته بتعليمه وتثقيفه، وتنشئته نشأة عربية إسلامية. وكانت بغداد حينئذ مركزا ثقافيا هاما، وقد ضمت بجوار مكتباتها وما حوته عددا كبيرا من العلماء والفقهاء والأدباء. ولذا أتيحت للمسعودي فرصة أن يتلقى قسطا وافرا من العلم والثقافة.
ولكن المسعودي مال منذ حداثته إلى الترحال، كما أراد أن ينمي ثقافته ويزيد من معلوماته بالمشاهدة والمعاينة بعد أن انتهى من القراءة والاطلاع. ولقد دفعه إلى ترحاله أيضا أن بغداد في عصرها العباسي الثاني قد بدأت تمر بفترة سياسية قلقة، فرأى المسعودي أن يرحل بعيدا عن هذه الاضطرابات، وأن يكون أكثر حرية في تدوين تاريخ هؤلاء الخلفاء.
بدأ المسعودي رحلته عام 309هـ / 921 م، فغادر بغداد إلى الأطراف الشرقية من الدولة العباسية، فطاف ببلاد فارس وكرمان، واستقر فترة في اصطخر. وكانت هذه البلاد مرتبطة ارتباطا وثيقا بالدولة العباسية. وبعد عام واحد رحل المسعودي إلى الهند وملتان والمنصورة، ثم عطف إلى كنباية فصيمور فسرنديب (سيلان). ومنها ركب البحر مصاحبا بعض التجار إلى بلاد الصين، وجاب المحيط الهندي، وزار جزائره وموانيه، وقد توقف في كل من مدغشقر وزنجبار، ثم عاد في نهاية رحلته إلى عمان.
أما الرحلة الثانية للمسعودي فكانت عام 314هـ / 926 م. إلى ما وراء أذربيجان وجرجان، ثم رحل بعدها إلى بلاد الشام وفلسطين. وفي عام 332هـ / 944 م. رحل المسعودي إلى أنطاكية، وزار ثغور الشام، ثم عاد إلى البصرة . ولكنه عاود الرحيل إلى بلاد الشام واستقر فترة في دمشق .
كان المسعودي في جميع رحلاته يدون ملاحظاته بتأن تام، فلم يكن رحالة يطوف البلاد للتنزه، بل كان يستقصي الحقائق التاريخية والجغرافية، معتمدا على الروايات والملاحظة. وهذا ما دعاه إلى تقسيم جولاته على مرحلتين. فكان في كل مرة يستوفي فيها معلوماته يقوم بتبيضها، فيحذف منها غير الموثق ، ف تميزت مدوانته بالدقة والعمق، وتفوق بذلك على كثير من الرحالة الذين كانوا يدونون كل ما يسمعونه من روايات وأساطير وخرافات دون تحقيق.
وفي نهاية رحلاته صرف المسعودي سنواته العشر الأخيرة متنقلا بين سورية ومصر، إلى أن شعر بحاجته إلى الاستقرار فاستقر بمدينة الفسطاط بمصر وتوفي فيها عام 345هـ / 956 م.
ترك المسعودي عددا كبيرا من المؤلفات، حوت أخبار رحلاته ومشاهداته وتجاربه، ولكن معظمها كان مصيره الضياع، فلم يبق منها إلا أجزاء قليلة. ومن هذه المؤلفات كتاب المقالات في أصول الديانات ، وكتاب حدائق الأذهان في أخبار آل محمد عليه الصلاة والسلام ، وكتاب مزاهر الأخبار وظرائف الآثار ، وكتاب أخبار الزمان ومن أباده الحدثان من الأمم الماضية والأجيال الخالية والممالك الدائرة ، وكتاب القضايا والتجارب . أما مؤلفاته التي بقيت ونال بها شهرة واسعة كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر ويضم تاريخ المعمورة بدءا بهيئة الأرض وما عليها من معالم، ومرورا بأخبار الملوك وسير الأنبياء. وكتاب التنبيه والإشراف وهو جامع لألوان متعددة من الثقافات والعلوم.
.................................................. ..........
بهاء الدين العاملي
(953-1031هـ / 1547 -1622م)
محمد بن حسين بن عبد الصمد العاملي الملقب ببهاء الدين بن عز الدين الحارثي العاملي الهمداني، عالم رياضي وهندسي اشتهر في القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين / السابع عشر الميلادي. ولد في بعلبك عام 953هـ / 1547 م ، ثم انتقل به أبواه إلى جبل عامل بإيران وإليها نسب.
درس العاملي في سن مبكرة الأدب والفلسفة والتاريخ والعلوم، وكان أكثر تركيزه منصبا على علم الرياضيات عموما وعلم الجبر خصوصا. ثم بدأ رحلته في طلب العلم فقضى ثلاثين سنة من حياته سائحا، زار خلالها أقطارا عديدة في العالم. وكان من بين الأقطار التي زارها متعلما جزيرة العرب وقصدها لأداء فريضة الحج ودراسة علم الشريعة الغراء فيها. وبعد عودته إلى أصفهان ، وكان قد تبحر في العلوم الشرعية وشذا طرفا من معارف شتى، عرض عليه الشاه عباس الصفوي وظائف عدة لكنه اعتذر بسبب التفرغ للعلم. ولكنه في نهاية الأمر وعند إلحاح الشاه قبل تولي منصب رئاسة العلماء، حيث بقي في درجة رفيعة وتقدير كبير عند الشاه عباس. وبعد مدة من توليه منصبه رحل إلى الديار المصرية وزار القدس و دمشق و حلب ، ثم عاد إلى أصفهان فتوفي بها عام 1031 هـ / 1622 م. ودفن بطوس.
وتعود شهرة العاملي الحقيقية إلى ما قدمه من شروح وافية كافية للقوانين المعقدة والمسائل الصعبة على علماء عاصروه، ولخص وعلق على مؤلفات الكرجي في الحساب والجبر، كما كتب أبحاثا تتعلق بالهيئة والبيئة واهتم اهتماما بالغا بالمتواليات بأنواعها، فتبع أستاذه الكرجي، ولكنه زاد عليه بابتكار متواليات أخرى. كما تعرض العاملي لمسألة مستعصية مثل إيجاد الجذر الحقيقي للمعادلات الجبرية فحلها بشكل دقيق مستندا إلى طريقة الخطأين التي ابتدعها الخوارزمي ، ثم ما لبث حتى استنتج طريقة حديثة مبتكرة بسيطة أسماها طريقة الكفتين أو طريقة الميزان لأن شكلها يشبه شكل الميزان. كما ابتكر قاعدة في بيان قسمة الغرماء واستخدمها في حساباته، وهي تضرب دين كل واحد من الغرماء في التركة، وتقسم الحاصل على مجموع الديون، فخارج القسمة هو نصيب صاحب المضروب ف ي التركة.
صنف العاملي عددا كبيرا من الكتب والرسائل في العلوم الرياضية والفلكية والشرعية واللغوية جاوزت في مجموعها الخمسين، ومن مؤلفاته الرياضية والفلكية كتاب خلاصة الحساب ، وهو من أهم كتبه. وقد كان سبب شهرته التي عمت الآفاق، لما حوى هذا الكتاب من معلومات قيمة ضرورية لطلاب العلم. وله أيضا كتاب بحر الحساب ، ورسالة في الجبر والمقابلة ، وكتاب ملخص الحساب والجبر وأعمال المساحة ، ورسالة في الجبر وعلاقته بالحساب ، وكتاب تشريح الأفلاك ، والرسالة الأسطوانية ، ورسالة الصفيحة في الأسطرلاب ، ورسالة في تحقيق جهة القبلة ، ورسالة الملخص في الهيئة . أما كتبه الشرعية والعربية فهي: التفسير الجبل المتين في مزايا القرآن المبين ، وكتاب حاشية على أنوار التنزيل ، وكتاب مفتاح الفلاح ، وكتاب **دة الأصول ، وكتاب العروة الوثقى والصراط المستقيم ، وكتاب الفوائد الصمدية في علم العربية ، وكتاب أسرار البلاغة
.................................................. .............
المزي
( 690- 750هـ / 1291 - 1349م )
محمد بن أحمد بن عبد الرحيم المزي عالم فلك ورياضي عاش في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي
فلكي موقت في المسجد الأموي - بدمشق لم تذكر الموسوعات كثيرا عن حياة المزي ولكنه من المعروف أنه ولد بدمشق عام 690 هـ / 1291 م وأنه أخذ العلم عن ابن الأكفاني في القاهرة ، وعرف علم الحيل وبخاصة حيل بنى موسى ثم عاد إلى دمشق واستوطنها وقد فقد البصر في إحدى عينيه وتوفي بدمشق عام 750هـ / 1349 م .
ومن المعروف أن المزي كان فلكيا ماهرا في صناعة الأسطرلاب ، وكان الأسطرلاب الذي يصنعه يباع في حياته بعشرة دنانير، وكان يقوم بعمل الأوضاع الغريبة من الأسطرلابات والأرباع، وكان لا يناظره أو يلاحقه أحد من العلماء أو من المهندسين الماهرين، وكان مهتما بصنع آلات الرصد الفلكية ومن أهمها الأرباع وله رسالة بعنوان : تحفة الألباب في العمل بالأسطرلاب ، ورسالة الربع المطوي ، ورسالة الربع المسطر ، ورسالة الربع المجنح ، وغيرها من الرسائل التي تهتم بآلات الرصد الفلكية وقد اهتم المزي بحركة الشمس وعلاقتها بالأرض ، وكذلك اهتم في حساباته الفلكية بذكر أو بدراسة الأوج ، والحضيض في أبعاد الكواكب عن الأرض وله رسالة بعنوان جداول الحضيض لعرض دمشق . ومن كتبه الأخرى : نظم اللؤلؤ المهذب في العمل بالربع المجيب ، كشف الريب في العمل بالجيب
وقد اهتم المستشرقون وبخاصة بروكلمان برسائل هذا العالِم لما فيها من توضيح لآلات الرصد الفلكية العربية التي تعكس مهارة هذا العالم في صنعها وكذلك تطور علم الفلك في هذا القرن، وبخاصة أن القرن السابع الهجري قد انتابه بعض الخمول في علم الفلك . ومن أهم الرسائل التي اهتم بها المستشرقون : كشف الريب في العمل بالجيب ، ورسائله عن المقنطرات وهي : رسالة في ربع الدائرة الموضوعة على المقنطرات ، رسالة المقنطرات .
..................................................
المرادي
(القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي)
أحمد بن خلق المرادي. عالم مهندس اشتهر في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي. لا يعرف شيء عن مولده إلا أنه عاش في قرطبة ردحا من الزمن وتنقل بين مدن الأندلس.
تميز المرادي بتقنياته المتقدمة التي برع فيها في ذلك الوقت وخرجت عن الإطار المعروف بتكنولوجيا التسلية التي عرفت فيمن سبقه من العلماء، فكانت أعماله كلها ذات قيمة عملية من أشهرها حامل مصحف موجود في جامع قرطبة يتيح تناول نسخة نادرة من القرآن الكريم وقراءتها دون أن تمسها الأيدي. وينفتح الحامل بطريقة آلية، حيث توضع المجموعة المكونة من الحامل والمصحف على رف متحرك في صندوق مغلق بالقسم العلوي من المسجد. وعندما يدار مفتاح الصندوق ينفتح باباه فورا وآليا نحو الداخل ويصعد الرف من تلقاء ذاته حاملا نسخة القرآن إلى مكان محدد، وفي الوقت نفسه ينفتح حامل المصحف وينغلق بابا الصندوق. وإذا أدخل المفتاح من جديد في قفل الصندوق وأدير بالاتجاه المعاكس تتوالى الحركات السابقة بالترتيب المعاكس، وذلك بفضل سيور وآليات أخفيت عن الأنظار.
وفي موضع آخر يقدم المرادي شرحا وافيا لتقنية أخرى متقدمة في قصر جبل طارق، يتم فيها تحريك جدران مقصورة الخليفة آليا عن طريق تجهيز قاعة محركات إلى جانبها.
ولقد وضع المرادي وصفا تفصيلا لتقنياته هذه في كتابه الأسرار في نتائج الأفكار الذي حوى وصفا مفصلا لأجزاء هامة حول الطواحين والمكابس المائية، ويشرح أكثر من ثلاثين نوعا من الآلات الميك****ية و ساعة شمسية متطورة.
.................................................. ......
المجريطي
(338-398هـ / 950 -1007م)
أبو القاسم مسلمة بن أحمد بن قاسم بن عبد الله المجريطي، رياضي وكيميائي وفلكي وطبيعي اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في مجريط ، ودرس الرياضيات والفلك في الأندلس ونبغ حتى اعتبر إمام الرياضيين الأندلسيين في زمانه حتى لقبوه "بإقليدس الأندلس". لكنه ما لبث أن تنقل بين الدول الإسلامية بحثا عن العلم.
سافر المجريطي إلى بلاد المشرق الإسلامي والتقى بالعلماء في هذه البلاد، فدرس على أيديهم الطب والفلسف