طرح في الأسواق الأميركية أمس ديوان شعر لعدد من المعتقلين في غوانتانمو، يرسم صورة لمعاناة الاعتقال بعنوان "قصائد من غوانتانامو.. المحتجزون يتحدثون"، الديوان صدر عن دار نشر جامعة أيوا ويقع في 84 صفحة تضم 22 قصيدة لـ17 من السجناء ويبلغ سعره 14 دولارا أميركيا.
وجمع القصائد محامون يمثلون أسرى احتجزوا للاشتباه في أنهم إرهابيون في سجن القاعدة البحرية الأميركية بكوبا، بينما أعد القصائد للنشر مارك فالكوف أستاذ القانون المساعد بجامعة إلينوي الذي مثل 17 سجيناً يمنياً في غوانتانامو.
وكان فالكوف، قد خاض معركة طويلة مع مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية الذين اعتبروا هذه القصائد بمثابة تهديد أمني. وتوجد من بينها قصيدة لسامي الحاج مصور الجزيرة المعتقل هناك منذ نحو ست سنوات يناجي فيها ابنه داعيا إياه لدعم قضية أبيه "الرجل الذي يخشى الله"، كما يهاجم فيها الرئيس بوش.
كما يكشف سامي الحاج في القصيدة أن الأميركيين عرضوا عليه الحرية مقابل التجسس على أبناء بلاده لكنه رفض.
ووصف فالكوف القصائد بأن معظمها يعبر عن عقيدة دينية وحنين إلى الوطن، أو توق شديد إلى العائلات، والشعور بالغضب وخيبة الأمل، أو تساؤلات كما فعل أحد السجناء عندما كتب حواراً مع البحر المحيط بالمعتقل.
وفي قصيدة يخاطب أحد سجناء غوانتانامو البحر قائلاً أريد الغوص فيك والسباحة إلى وطني، أنا هنا محصور في جزيرة الحبس، وأنت تشارك في الجريمة مع آسرينا وتحرسني.
وكتب روبرت بينسكي -وهو شاعر أميركي حائز جوائز في الأدب- في تعليقات على غلاف الكتاب أن صوت السجناء يستحق الاهتمام رغم أنه قد لا يلقى الإعجاب.
وحصلت القصائد على موافقة الرقابة العسكرية الأميركية التي قال محامون إنها رفضت نشر قصائد كثيرة غيرها، كما حذفت بعض الأشعار ومنع نشرها باللغة العربية التي كتبت بها قبل أن ينقلها للإنجليزية مترجمون من البنتاغون.
ووصف المتحدث باسم البنتاغون جيفري غوردون قصائد المعتقلين بأنها أداة أخرى في معركتهم الفكرية ضد الديمقراطيات الغربية التي يخوضون حرباً معها